الجزء الثاني من المسلسل






الحلقه الرابعه ...

ومع الايام بدأت تهتم بنفسها اكتر .. وظلت تتحدث كل يوم مع عمر في الهاتف .. حتي انقطع عمر عن الاتصال بها لمده ثلاثه ايام متواليه .. مما اثار جنون منال .. فكان عمر بالنسبه لها كالادمان .. وبدء القلق يتسلل الي قلبها .. واخذت تسأل نفسها .. !! هل اصابه مكروه .. اما ماذا حدث .. هنا استجمعت شجاعته .. ومسكت بهاتفها .. واتصلت به ..

- منال : الووو ..
- عمر : ( في سعاده غامره ) .. مش ممكن عفااااف .. !!
- منال : انت مش بتتصل ليه بقالك يومين .. انا قلقت عليك .. !!
- عمر : غصب عني والله ..
- منال : غصب عنك .. ازاي .. علي العموم انا قلت اتصل بس اسلم عليك يلا سلام ..
- عمر : يووووه انتي زعلتي ليه بس .. انا هتصل بيكي النهارده افهمك كل حاجه ماشي ..
- منال : مش لازم تتعب نفسك .. يلا اسيبك تشوفك شغلك .. سلام ..
- عمر : هكلمك بليل .. سلام
- منال : لو لقيت نفسي فاضيه هبقي ارد .. سلام .. سلام لحسن وفاء بنتي جت ..

تدخل وفاء .. ويبدو وجهها متغيرا ً

- منال : في ايه يا وفاء مالك ... ؟؟
-وفاء : مفيش يا ماما .. بس شكلي مش هكمل مع احمد .. !!
- منال : ليه بس كده ..؟؟
- وفاء : غيور وشكاك اوووي .. !!
- منال : احكيلي بس حصل ايه ؟؟
- وفاء : مش عارفه ماله .. النهارده لقيته بيقولي انت تعرفي واحد اسمه مصطفي .. قولتلها لا طبعا .. مصطفي مين .. قالي .. مصطفي ده واحد صحبي علي طول بيسألني عليكي وعلي اخوكي محمد ويقولي هي خطيبتك كانت بتدرس ايه ومفيش وراه اسأله غير عليكي .. قولتله .. وهو يعرفني منين .. ومين هو اصلا .. قالي ده صحبي من زمان وساكن في البيت اللي قصدي علي طول .. قولتله وانا هعرفه منين بس .. قالي اصل هو صاحب السنترال اللي علي اول الشارع قلت يمكن يكون ليه كلام معاكي او حاجه .. قلتله لاء .. بس محمد اخويا الي ساعات بيقعد معاهم هناك .. ثم انت ازاي تسمح ليه انه يجيب سيرتي قدامك .. قالي هو مجبش سيرتك .. هو سألني عموما ً .. بيقولي انا عايز اخطب مش عندك عروسه والكلام جاب بعضه وقولت اسألك بس .. علي الولد ده ..

- منال : طيب يا وفاء الموضوع عادي انتي اللي مكبره الدنيا ..
- وفاء معرفش بقي يا ماما اهو ده اللي حصل ..

هنا يفتح الباب جابر .. ويدخل ويبدو عليه المرض الشديد .. فيقول سلام عليكم .. فترد وفاء ولا ترد منال .. ثم تقوم منال وتدخل المطبخ .. ثم يدخل جابر وينام علي سريره .. ويبدو انه مريض جدا ً .. فتدخل وفاء المطبخ وراء امها ..

- وفاء : هو بابا ماله يا ماما ..؟؟
- منال : انا عارفه .. ما تسألنيش علي حاجه .. !!
- وفاء : طيب هو كان فين ..؟؟
- منال : يوووووه بقي هتلاقيه علي القهوه ... هو بيقوم من عليها .. ولا تلاقيه كان عند هاله بيسليها بدل ماهي قاعده لوحده .. ربنا ياخده ..

- وفاء لو سمحتي يا ماما بلاش تقولي عليه كده .. مهما كان ده ابوية بردو ..
- منال : امشي غوري من وشي انتي التانيه ..

فتغادر وفاء المطبخ وتذهب الي والدها ..

- وفاء : مالك يا بابا فيك حاجه ..؟؟؟
- جابر : مش عارف دماغي هتتفرتك .. !!
- وفاء : يااااخبر ابيض انت جسمك سخن اوي .. !! _ يا محمد .. محمد .. تعال بسرعه روح الصيدليه .. قول للدكتور عايزين دواء سخونيه .. بسرعه ..

وياخذ جابر الدواء .. وشيئا ً فشيئا ً .. تبدأ حالته في الاستقرار .. !! ثم ينام ..

ويأتي المساء .. فهاتف منال يرن .. انه رقم عمر .. فتغلق هاتفها بسرعه .. وهنا يعتقد عمر انها تتعمد عدم الرد عليه .. ومازالت غاضبه منه .. وفي اليوم التالي .. بدأ جابر يشعر بتحسن شديد .. فيرتدي ملابسه ويخرج .. و محمد كعادته دائما خارج المنزل يجلس في الكافي نت اغلب الوقت او يلعب الكره مع اصدقائه .. و وفاء .. ذهبت للسوق لشراء بعض لوازم البيت كعادتها ايضا ً .. فلم يتبقي في البيت سوى .. منال

ومن حسن حظها يتصل عمر .. فترفع بسرعه من اول رنه ..

- منال : اسفـــــــــــــــــــــــه جدا .. والله غصب عني ماعرفتش ارد عليك امبارح ..
- عمر : لا .. ولا يهمك انا بس عايز ااقولك اني مش هقدر اتصل بيكي تاني خالص ..!!
- منال : والله اللي يريحك .. بس مش هتقولي ليه ..؟؟ ولا من غير سبب ..؟؟ !!
- عمر : انا بقيت حاسس اني مش هقدر اعيش من غيرك .. حاسس اني بدأت اتجنن واحبك بجد .. وانا متاكد ان عمرك ما هتحبيني .. لاني اصغر منك .. فقلت لازم اخذ قرار .. وابعد عنك نهائيا ً _ علشان مش هينفع اتعلق اكتر من كده .. انا مش بعرف انام من التفكير فيكي ..

- منال : ( بصوت يبدو مجروح ) .. خلاص مادام انت شايف كده ربنا يوفقك ..

وتغلق منال السكه .. ولكن صوت عمر مازال صداه يتردد في اذن منال ..

وبعد ساعتين من الحيره والقلق .. ارسلت منال رساله الي عمر كتبت فيها .. " بس انا كمان بحبك " هنا لم يتمالك نفسه من الفرح واتصل بها .. وقال لها ..

- عمر : مش قولتلك من الاول اني هخليكي تحبيني .. !!
- منال : طيب واخره ده ايه ..؟؟
- عمر خلينا في اوله . . ومش مهم اخرته .. مش انتي بتبقي سعيده وانتي بتكلميني زي ما ببقي سعيد وانا بكلمك ..؟؟
- منال : اه طبعا ً .. انت اللي معاك بنسي همومي كلها .. بس خايفه يجي يوم وتلاقي وحده من سنك وتحبها واكون انا كمان اتعلقت بيك .. وهتروح لها وهتسبني طبعا ً ..
- عمر : ياخوفي انتي العلاقات تتحسن مع جوزك .. وضميرك يصحي وتسبيني ..
- منال : انا خلاص بعتبره ميت .. !!
- عمر : علي فكره انا اسمي الحقيقي مش عمر .. !!
- منال : وانا اسمي الحقيقي مش عفاف .. !!
- عمر : انا اسمي مصطفي ...
- منال : وانا اسمي منال ..
- عمر : كنت عارف انك مش اسمك عفاف بس دلوقت بس اول مره احس اني شخص مميز عندك مش اي حد ..
- منال : انت مميز كلمه قليله توصفك عندي .. انت حاجه كبيره اوي ..
- مصطفي : بس تفتكري انه طبيبعي اننا نحب بعض من قبل ما نعرف اسامي بعض حتي .. !!
- منال : انا كنت اتعودت عليك كشخص .. لكن لو عايز تعرف الاغرب اننا ما شفناش بعض اصلا ( وتضحك منااال )
- مصطفي : مين اللي قاااال بس .. انا شفتك كتير ..
( هنا يظهر الارتباك .. علي منال .. )
- منال : امتي وازاي ..
- مصطفي : في احلامي .. طبعا ً
- منال : ااااه يا رخم ( وتضحك ضحكتها المعتاده .. ويضحك مصطفي هو الاخر .. !! )
- منال : بس واخرت اللي احنا فيه ده ايه ... !!
- مصطفي : نتجوز .. !! ( هنا تقاطعه منال .. ضاحكه ...)
- منال : نتجوز ازاي يعني انت مجنون ..؟؟ _ انا علي ذمه راجل .. !!
- مصطفي : تتطلقي .. بس استني لما نتقابل الاول وتشوفيني في الحقيقه .. يمكن في الحقيقه لما تشوفيني تغيري رأيك .. !!
- منال : اي كان شكلك يكفيني اسلوبك .. !!
- مصطفي : ده كلام افلام وبس .. !!
- منال : ثم انا واثقه انك حلو يعني .. !!
- مصطفي : ياخوفي تتصدمي في الاخر .. بس عموما ً انا ناس كتير جدا ً .. بتقول ان فيه شبه من احمد عز .. !!
- منال : اللي بيمثل .. ولا بتاع مجلس الشعب ( ضاحكه ضحكا ً هيستريا )
- مصطفي : ( ضاحكا ً هو الاخر ) .. لا لا لا .. بتاع مجلس الشعب طبعا ً
- منال : لو كنت اعرف كده مكنتش كلمتك .. يلا سلام بقي ده انت طلعت وحش ..
- مصطفي : لا اطمني من ناحيه الشكل .. انا شبه مغرور .. وفيه كتير من احمد عز بجد ..
- منال : انا هقفل دلوقت هبقي اكلمك بعدين ...
- مصطفي : تفتكري هيجي اليوم ونتقابل ونخرج سوا .. !!
- منال : لالالا ما تفكرش في ده .. انا والله اتمني ااقابلك جدا ً .. بس صعب وانا ست متجوزة مش حره بردو ياريت تقدر ظروفي .. !!
وتغلق الهاتف .. وتفكر في الكلام الذي دار بينها وبين مصطفي ... احيانا تشعر بالسعاده .. احيانا تشعر بالندم .. احيانا تشعر بالخيانه لزوجها .. ولكن شىء ما يبقي بداخلها تجاه هذا الشاب .. انها لعنه الحب .. التي تصيب القلوب .. فتغير الشكل وتدمر العقل .. وتفقد النوم .. كلمه من حرفين .. " حب " .. ولكنها تحمل الكثير من المعاني .. هي كالعمله تحمل وجهان .. سعاده وشقاء .. ولكن هل من الممكن ان ترى شخص لم يحب ... !!

وفي صباح اليوم التالي ..

استيقظت منال من نومها .. جهزت الفطور لها ولاولادها .. ثم اكلت ... وغيرت ملابسها .. وذهبت لتشتري بعض الملابس الجديده .. لانها وجدت ان هناك شخص يهتم بامرها .. وجدت انها اصبحت انثي .. بعدما تراكمت الاتربه علي انثوتها .. ونسيت اذنها .. كلام الحب والعشق .. بدات تشعر انها فتاه في السابعه عشر من عمرها .. بدات تتذكر ايام احمد محروس .. بدات تتذكر .. شبابها الذي مضي ..

وعندما انتهت من الشراء .. ذهبت للبيت واتصلت بمصطفي تخبره انها اشترت ملابس جديده ..

- مصطفي : ايه يا حياتي صباح الفل ..

- منال : صبااح الفل علي عيونك حبيبي .. تعرف النهارده وانا ماشيه في الشارع شفت واحد بينادي علي صاحبه بيقوله يا مصطفي .. بصيت عليه .. وقولت يمكن تكون انت ده .. !!

- مصطفي : يعني ماشيه تبصي علي الشباب يا هانم .. !!

- منال : لا والله .. ده علشان علي اسمك بس .. !! .. انت صحيح جبت رقمي منين .. معقول صدفه .. !!

- مصطفي : اخاف ااقولك اخسرك .. !! واخاف اسكت بعدين هتعرفي الحقيقه وتخسريني .. !!
- منال : ( تعتدل من مكانها ) .. ايه يا مصطفي انت بتهزر زي عوايدك .. ولا بتكلم جد .. !!
- مصطفي : ده شكل واحد بيهظر بردو ..
- منال : شكلك بتكلم جد _ يعني انت تعرفني من قبل كده .. !!
- مصطفي : وشفتك في الحقيقه كمان .. !!
- منال : مصطفي !!!! انت بتتكلم جد .. !!
- مصطفي : بس سيبي كل شىء يجي بوقته احسن بلاش نسبق الاحداث ..
- منال : لالالالالالالالالالا .. استني ايه _ لازم تقولي كل شىء ودلوقت حالا ً ..
- مصطفي : انتي صدقتي يا مجنونه .. انا بهزر .. !!
- منال : لا مش بتهزر .. !!
- مصطفي : عايزة تعرفي ايه .. !!
- منال : كل حاجه .. جبت رقمي منين .. وهو صدفه ولا مقصود .. اهم حاجه ما تكدبش عليه .. !
- مصطفي : انا شغال في سنترال .. وانتي جيتي حولتي من عندي رصيد قبل كده .. واحتفظت برقمك .. وبعدين اتصلت بيكي ..

*********************************


الحلقه الخامسه ..

- منال : انت بتتكلم بجد ولا ايه .. انا اعصابي مش مستحمله حراام عليك ..!!
- مصطفي : والله .. هي دي الحقيقه .. !!!
- منال : فين السنترال ده .. !!
- مصطفي : منال .. اكتر من كده مش هقول كلمه .. !!
- منال : ماشي لينا كلام مع بعض بعدين ... سلام لحسن الاولاد بتنادي ..
- مصطفي : سلام .. حبيبي ..

وبدأت منال تتحدث مع نفسها .. كيف تطورت علاقتي بهذا الشاب .. هل اصبت بالجنان .. هل يوجد حب مع فارق العمر .. وهل مصطفي هذا يحبني .. !!

وكيف يعرفني .. وماذا علي ان افعل .. هل استمر معه ام علي ان امتنع عن محادثته ..

فذاك كان لسان حال منال بين فكر مشتت بين الاستمرار او التوقف عن محادثه ذاك الشاب .. ولكنها كانت بحاجه لشاب .. تتحدث معه ..

هنا تدخل وفاء علي منال ..

- وفاء : ماما احمد انهارده قالي انه قرب يخلص شقته ونفسه يحدد معاد جوازنا ..

هنا تحتضن منال وفاء .. ياااااااه يا وفاء كبرتي وهتتجوزي وتسبيني .. وانتي عارفه انك بنتي .. وحبيبتي .. واختي ..

- وفاء : ( تحتضن امها هي الاخري ) .. حال الدنيا بقي يا ماما .. ثم انا شرطه عليه كل اسبوع لازم اجي اقعد معاكم يوم من اوله لاخره .. ثم يا ماما البيت مش بعيد ..

وهتلاقيني كل يوم قرفاكم هنا بردو ..

- منال : ( ضاحكه ) .. بس بردو صعب انك تباتي بعيد عني ..
- وفاء : ربنا يخليكي يا ماما .. انا كمان صعب ...بس هعمل ايه بقي ..
- منال : هو احمد هيجي امتي صحيح ..
- وفاء : يوم الاحد اللي جاي ان شاء الله ..
- منال : خلاص هو يقعد مع ابوكي .. ونشوف هيتفقوا علي ايه .. انتي كده كده الحمد لله جهازك كله كامل يا ست العرايس .. ربنا يتمم لك بخير يا بنتي ..
- وفاء : ربنا يخليكي يا ام العروسه ..

وفي المساء تدخل غرفتها .. وتغلق الباب عليها .. لان جابر لا يدخل البيت قبل الفجر .. ولازالت الساعه الحاديه عشر .. وقد نام كل من وفاء ومحمد .. فتسللت للغرفه وهاتفها في يدها .. فذلك الموعد الذي دائما ما يتصل مصطفي بها .. وهي بحاجه شديده لمعرفه مدي صدق مصطفي معها .. حين اخبرها .. انه يعرفها معرفه شخصيه ... !!

ولكن الساعه الان الحاديه عشر والنصف .. اي مر نصف ساعه .. ولم يتصل مصطفي ..

فاتصلت هي به ..

- مصطفي : القلوب عند بعضها يا حياتي .. انا كنت لسه بطلع رقمك ..
- منال : ايوة ايوة .. ما انا عارف شوية البكش دوول .. سيبك من الكلام ده وقولي .. الكلام اللي قولته الصبح ده صحيح ؟؟
- مصطفي : ايوة طبعا ..
- منال : لا احكيلي بالتفصيل بقي ..
- مصطفي : خايف لما تشوفيني في الحقيقه تبطلي تكلميني .. او تعامليني وحش ..
- منال يا مصطفي اتكلم واخلص قبل ما جوزي يجي ..
- مصطفي : انا صاحب السنترال اللي في شارع المستشفي .. وانتي جيتي حولتي رصيد من عندي .. وعجبتيني اوي احتفظ برقمك .. وكنت هجنن واكلمك .. برغم اني عارف فرق السن اللي بينا ..
- منال : بس انا مش فاكره .. اني دخلت السنترال ده قبل كده ..
- مصطفي : هي كانت مره من زمان وانا استنيت بعدها بشهر علي ما اتصلت خفت لتشكي فيا ..
- منال : ياااااااه شهر بحاله ... !!
- مصطفي : ايوه طبعا .. وكانت صورتك كل يوم بتمر قدام عيني .. وبجد نفسي ااقابلك اوي
- منال : بص انا جوزي زي ما حكيت لك خاين وفيه كل العبر .. بس ده مش سبب اني اخونه .. فهمتني .. لو هو وحش .. ما ينفعش ابقي زيه مهما كان ده راجل ..
- مصطفي : انا بحبك حب طاهر .. مين قال نخونه بس .. !!
- منال : خروجي معاك .. في حد ذاته خيانه ليه يا مصطفي ..
- مصطفي : لو بتحبيني هتخرجي .. وانا هعرف احافظ عليكي .. بس انتي مش واثقه فيا .. بجد انا هقفل .. وهحاول اختفي من حياتك .. لاني كنت عارف ان نهايتنا انا اللي هتعب فيها لوحدي .. لان انا اللي بحب اوي ..
- منال : انت عارف اني بحبك .. فبلاش تضغط عليا .. ثم لو خرجت معاك تقدر تقولي ايه نهايه ده .. !!
- مصطفي : اتطلقي .. وانا هتجوزك ..
- منال : بسهوله كده .. وتفتكر .. اهلهك هيوافقوا تتجوز واحده في سن امك .. !!
- مصطفي : مايهمنيش غير انتي بس ..
- منال : وتظلم نفسك معايا ليه ..؟؟
- مصطفي : اظلم نفسي اني اتجوز واحده بحبها .. !!
- منال : ليه انا .. ؟؟
- مصطفي : أسالي قلبي .. لاني معرفش هو بس اللي يقدر يجاوبك .. !!
( هنا تسمع صوت الباب ... انه جابر قد عاد .. )
- منال : ( بصوت خافت ) .. سلام دلوقت .. جوزي جه ..

يدخل جابر الغرفه .. في هدوء .. حتي لا يوقظها .. وهي تحاول ان ترسم النوم علي ملامحها .. يغير ملابسه .. ويحاول النوم بجاورها .. فتعطي ظهرها له .. حتي لا يكتشف انها مازلت مستيقظه .. كالطفله الصغيره .. التي تعلم انها اخطأت .. ولكنها تدعي النوم هروبا ً من عقوبه والدها .. وتبدأ تسترجع كلمات مصطفي مره اخرى وتفكر في كل حرف .. ولكن انفاس جابر من خلفها تخيفها .. فماذا لو علم زوجها بحقيقه امرها .. !! فليس سوى الذبح مصيرها .. ولكن ذلك لا ينمع تأثير ذلك الشاب عليها ..

فهي في حيره من امرها .. ولكن الغريب .. انها من داخلها .. تود مقابله ذلك الشاب .. نعم تلك الحقيقه التي تخفيها عن مصطفي .. انها تتمني ان تقابلها .. وتفكر في الامر ..

فليس بوسعها الان سوى النظر الي سقف بيتها .. والتفكير .. فقط التفكير .. بين جسد يرقد بجوارها علي سريرها .. وبين روح تسكن جسدها .. فهي ترى ان الاخر بعيد عنها .. لكنه اقرب ما يكون لها .. من زوجها الذي بين احضانها .. !!

وفي صباح اليوم التالي ..

ترسل رساله الي مصطفي ارجوك ابتعد عني انساني .. لقد شعرت بتأنيب للضمير رهيب .. !! _ ويتسلم مصطفي الرساله .. فتكون كالصاعقه علي قلبه فلم يظهر من كلامها معه في المره الاخيره .. اي شىء يجعلها ترسل له ذلك .. بل بالعكس كانت تتحدث معه بود وحب اكثر من طبيعتها المعتاده .. ولكنه استقبل الرساله .. وشت عقله .. ولم يستطع التفكير في الامر .. او اتخاذ اي قرار .. سوى الصمت والتفكير ..

حتي دخلت عليه امرأه ترتدي عباءه سوداء ضيقه .. ورائحه العطر تنبعث منها .. فيرفع عيناه .. انها هي .. !!

منال : ممكن احول رصيد ..
مصطفي : هااا .. ايه .. ؟؟
منال : ( تبتسم ) .. ينفع احول رصيد ..
مصطفي : ( بعد ان ازداد التوتر عليه ) .. اه اه طبعا .. !! _ قولي الرقم حضرتك ..
منال : ( تضحك ) .. الرقم .. اه .. ماشي رقمي زيرو ... الخ ..

فتترك له الفلوس .. ولكنه اخذها .. ويداه ترتجف من تلك المفاجأه .. بل ليست يداه وحدها .. ان جسده كله يرتجف .. !!

واخذ بعدها يفكر .. ما هذا .. الذي انا فيه .. اهذا حلم .. كيف اليوم الذي افقدها فيه .. هو نفسه الذي اراها فيه .. فمنذ شهور لم اراها .. !!

وهنا يرن هاتف مصطفي ... ويجد منال تتصل .. فيزداد رعبا ..

- مصطفي : الووو ..
- منال : مالك ..؟؟ شكلك اتخضيت لما شوفتني .. !! انت اتضايقت ...؟؟
- مصطفي : انتي بتقولي ايه .. !! _ بالعكس طبعا ..
- منال : ( تضحك ) الصراح هانا كنت مكسوفه جدا .. بس مكنتش متخيله انك تكون مكسوف اكتر مني .. ثم اخدت مني الفلوس طيب حتي قولي خلي ولو عزومه مركبيه ..
- مصطفي : ( ضاحكا ) .. انا كنت في ايه ولا ايه .. بس كويس اني اخدت الخمسه جنيه .. علشان اشيلها ذكري منك .. ولو عايزاها تعالي خدي وحده غيرها ..
- منال : بعد ايه بقي ياعمـ خلاص . . !!
- مصطفي : المهم .. اناا زي ما انتي كنتي متخلاني .. !!
- منال : الصراحه كنت متخيلاك .. ااقصر من كده .. بس كده شكلك اكبر ..
- مصطفي : يعني ايــــــــــه ... !! عجبتك ولا لاء .. !
- منال : طبعا يا حبيبي .. عجبتني ونص كمان .. وانتع اجبني من قبل ما اشوفك حتي وانت عارف كده كويس ...
- مصطفي : ولو يا حبيبتي بس بردو ..
- منال : لا يا سيدي أطمن .. عجبتني .. واوي كمان ..
- مصطفي : صحيح يا هانم .. ايه العبايه الضيقه اللي كنتي لابساها دي .. !!
- منال : عادي يا حبيبي .. انا قلت هتعجبك .. !!
- مصطفي : تعجبني .. ازاي بس .. وانا اشوف الكل بيبص عليكي كده ..
- منال : انت بتغير عليا يا حبيبي ..
- مصطفي : ايوة طبعا ..
- منال : عارف يا مصطفي .. انا جوزي عمره ما حسسني انه بيغير عليا ..
- مصطفي : انتي بتجيبي سيرته ليه بس بتضايقيني .. !!
- منال : اسفه يا حبيبي ...
- مصطفي : انا ساعات بتخيل انك مراتي انا .. بلاش تصحيني من الحلم ...
- منال : بجد يا حبيبي .. !!
- مصطفي : يعني انتي مش عارفه .. !!
- منال : عارفه .. بس حابه اسمعها منك ... قول بسرعه علشان خلاص انا داخله البيت
- مصطفي : بحبك يا منال .. اوي اوي اوي ..
- منال : وانا كمان يا حبيبي بموت فيك .. وبقيت مجنونه بيك .. سلام بقي .. هتخلص لي رصيدي ..

- مصطفي : هبعتلك رصيد حالا .. المهم ما اشفش العبايه دي تاني عليكي ..
- منال : ما تبعتش رصيد ولا حاجه .. علشان مش ازعل منك .. والعبايه هلبسها في البيت بس يا حبيبي .. يلا سلام بقي ..
- مصطفي : ماشي يا حبيبتي .. سلام ..

وها هي تدخل بيتها .. منال .. وهي شارده كالغزال .. تطاير كالفراشات .. فلا تكاد تصدق انها تحب بعد هذا العمر .. وان لها حبيب .. يهتم ويغار عليها .. !!

وفي اليوم التالي يأتي احمد خطيب ابنتها وفاء .. ليتفق مع جابر علي موعد زفافه من وفاء .. واتفق كل منهم علي ان يكون الزواج في خلال اسبوعين .. فقد اكتملت الشقه .. وجاهزه الان ليعيش بها العروسين .. وها هي مشاعر منال الام بين سعاده بـ ابنتها الاولي .. وهي تعيش مرحله جديده من حياتها .. وشعرت ان الحياه تغيرت .. وتغير حظها العاثر .. والسعاده بدات تسكنها من قصه حبها التي لا تعرف كيف بدأت ولا تعرف كيف ستنتهي .. وبين ابنتها التي ستصبح عروس .. بالفستان الابيض .. ويصبح لها زوج .. وحياه مستقله .. !!

وبعد ان استأذن احمد في الانصراف .. اخذت الام ابنتها .. وذهبا لشراء اغراض الفرح .. وبعض الاشياء .. والملابس ..

وعندما عادت هي ووفاء .. وجدت زحام عند البيت .. !! فسرعان ما القت ما بيدها علي الارض وهرولت الي الداخل .. هي وابنتها ليعرفوا ماذا يحدث ... !! 



***************************************

الحلقه السادسه :


تدخل منال شقتها .. فتجد جيرانها .. وابنها محمد يبكي وزوجها جابر .. علي السرير والطبيب بجواره ..

- منال : جابر .. جابر .. !! في ايه يا دكتور ..؟؟
- الدكتور : اهدي .. ما تقلقيش .. هيبقي كويس ان شاء الله .. !!
- احد جيرانها : ما تقلقيش .. هو وقع في الشارع .. وهو جاي من القهوه .. واصحابه شالوه جابوه للبيت .. واتصلوا بالدكتور ..
- الدكتور : بصي دي غيبوبه سكر .. هو بس يمشي علي العلاج وهيبقي تمام .. ثم ان ناس كتير عندها السكر ... وبقي مع العلاج عادي .. يعني مفيش داعي للقلق بقي ..
- منال : كده يا جابر .. انا كنت هموت من الرعب عليك .. !!

فيمسك علي يدها جابر .. ولا يستطيع ان يتحدث .. !!

فيخرج جميع الجيران .. بعد ان اطمأنوا علي جابر ..

وسرعان ما اصبح بصحه جيده جابر بعد ثلاثه ايام .. وعاد للخروج مره اخرى من البيت .. فهو بطبيعته لم يكن يحب الجلوس في البيت .. واثناء فتره مرضه وتواجده بالبيت .. كانت تغلق هاتفها .. !! مما جعل الاخر يقلق عليها .. وهي الاخري كانت تشتاق للحديث معه .. !!

وبعد ان فتحت هاتفها .. وجدت عده رسائل من مصطفي .. كلها لوم لها .. وعتاب عليها .. وانه كان يعلم انه سيأتي يوم وتختفي من حياته ..

فأتصلت به ..

- مصطفي : ( بصيحه غضب ) انتي لسه فاكره تعبري اهلي .. !!
- منال : بلاش الظلم ده .. والله انا مش مستحمله .. انت ما تعرفش ظروفي ..
- مصطفي : ولو .. اي كانت ظروفك .. بس مش توصل ل 3 ايام .. انا كنت زي المجنون .. قلت لنفسي .. يعني يوم ما تبعتلي مسج وحشه تيجي تشوفني .. ويوم ما تقولي كلام حلو تختفي .. !! انا قلت انا ما عجبتكيش وقلتي اني عجبتك علشان ما تحرجنيش بس ..
- منال : والله ابدا .. انا كنت هتجنن واكلمك اكتر منك كمان ..
- مصطفي : في ايه طمنيني انتي كويسه ..
- منال : انا كويسه الحمد لله . . بس جابر هو اللي تعب اوي . وقع من طوله ..
- مصطفي : طيب كويس .. بشرت خير ..
- منال : لا يا مصطفي لو سمحت ما تقولش عليه كده ..
- مصطفي : للدرجادي .. خايفه عليه .. ؟؟
- منال : مش كده .. بس الصراحع معرفش كنت هتجنن وهو عيان .. خصوصا اول ما رجعت من بره .. ولقيته علي السرير مرمي والناس حواليه .. !!
- مصطفي : وبعدين ..
- منال : ما يبقاش دمك تقيل بقي ما تزعلش ..
- مصطفي : انتي مش حاسه .. اني لحم ودم وبغير .. !!
- منال : لا مش ناسيه . بس اانت اللي ناسي انه جوزي وابو عيالي .. حتي لو مش بحبه .. ده لو قطه كانت هتصعب عليا .. !!
- مصطفي : قلبك الطيب ده .. اللي موديكي ف داهيه .. !!
- منال : لولا قلبي الطيب ده .. مكنتش حبيت حد اصغر مني .. واتجننت في عقلي كده
- مصطفي : يوووووة .. !! انتي لازم تعصبيني وخلاص .. !! خلاص عندك اللي اكبر منك روحي حبيه هو .. مالكيش دعوه بيه تاني بقي ..
- منال : ( ضاحكه ) بموت فيك يا حبيبي .. وانت بتغير عليا ومتعصب كده ..
- مصطفي : عايزاني اصالحك بجد .. يبقي تخرجي معايا ..
- منال : لالالالالا خليك زعلان احسن ياعم .. انت بتهزر .. !!
- مصطفي: بقي كده .. يعني ..
- منال : بص سيبها للظروف .. لان الايام دي هبقي مشغوله جدا .. علشان فرح بنتي فاضل عليه ااقل من اسبوعين .. ولسه بنزل اشتري ليها حاجات وكده .. اوعدك اول ما اخلص منها هفكر في الموضوع ده .. وانا بقول هفكر يعني مش موافقه .. لسه هفكر .. وبعد ما افكر اقرر .. هقابلك ولا لاء .. !!

- مصطفي : ياســـــــــلام .. !! _ ازاي يعني .. !! بالعكس يا روح قلبي .. دلوقتي انسب وقت بتخرجي كتير وجابر مش هيسألك رايحه فين وجايه منين .. لان طبيعي هيقول انك بتشتري حاجات لبنتك .. !!
- منال : حرام عليك .. استني اسبوعين بس .. !! _ لان البنت بتخرج معايا مش هينفع صدقني .. !!
- مصطفي : براحتك .. بس لو انتي عيزاه ينفع هينفع ..
- منال : انا لما جيت لك المحل .. جيت من غير ما انت تطلب ده .. سيبها للظروف وانا هتصل بيك .. ااقولك انا خارجه وهقابلك ..

- مصطفي : لالالالا _ لازم تقوليلي قبلها .. علشان اظبت نفسي كويس .. وأستعد للخروجه .. انتي عايزة تقولي عليا معفن ولا ايه .. !!
- منال : (ضاحكه ) .. لا ياحبيبي انت قمر .. بس انا بحبك علي طبيعتك .. وبحبك بكل حالاتك ..
- مصطفي : خلاص هستني منك مكالمه يا روح قلبي ..
- منال : ماشي يا حبيبي .. سلامـــ
- مصطفي سلامـــ

وتغلق الهاتف وهي سعيده كالمراهقه التي تتمني مقابله حبيبها .. وتتخيل انها ابنه السابعه عشر عاما ..

وبعد مرور عده ايام .. وبعد عده مكالمات هاتفيه مستمره يوميا .. وتبادل لكلمات الحب .. بالساعات في الهاتف قررت ان تخرج مع مصطفي .. !!

واتفق علي انه سوف يستعير سياره صديق له .. وبالفعل .. تمت الخروجه الاولي .. وحاول ان يمسك يدها .. لكنها رفضت بشده ..

- مصطفي : انتي كده مش بتحبيني .. لو بتحبيني كنت هتحاولي تمسكي ايدي زي ما انا حابب اعمل ده معاكــي ..

- منال : والله حابه .. بس مكسوفه من نفسي اوي .. حبيبي بلاش علشان خطري ..
- مصطفي : ( بغضب ) .. بصي انا من الاول عارف انك مش بتحبيني بس بوهم نفسي
- منال : يعني لو مش هحبك هخرج معاك ليه بس .. بلاش تزعل بقي شكلك بيبقي وحش وانت زعلان ..
- مصطفي : عايزاني ما ازعلش .. أمسك ايدك ..
- منال : دمااااغك ناشف اوي .. 


ولكنها في النهايه بدأت تستسلم له .. حيث اوقف سيارته ومسك بداها .. وبدأ ينغمر في الحب سويا .. وقال لها اريد ان اتخيلك زوجتي الان .. فسحبت يداها علي الفور .. وغضبت .. ولكنه سريعا .. اعاد الامور الي ذمامها ..

- مصطفي : ( ضاحكا ) يا حبيبتي انتي وشك اتغير ليه كده ..!! والله مش قصدي هاتي ايدك بس تاني ..
- منال : امال قصدك ايه ..
- مصطفي : تعالي نتخيل بس .. عايز اتصور صوره جنبك ..
- منال : مصطفي بلاش جناااان .. !!
- مصطفي : والله ما تخافي .. ( واخرج هاتفه ) هحط ايدي علي كتفك بس واحنا في العربيه كده .. وهاخد صوره وبعدين همسحها ..
- منال : وهتستفاد ايه بس .. !!
- مصطفي : ريحيني .. واحد بيحب واحده نفسه يعيش في الوهم انها مراته ..
- منال : امري الي الله .. بس بلاش ايدك وكتفي دي ..
- مصطفي : ما يبقاش دماغك ناشفه امال ..

والتقط الصوره .. ولكنه مازال واضع يداه علي كتفيها ..

- منال : أظن خلاص عملت اللي عايزه .. ممكن ايدك بقي .. !!
- مصطفي : ليه تحرميني من اجمل احساس في الدنيا .. استني هاخد صوره كمان ..

واقترب منها وقبل ان يلتقط الصوره قبلها من خدها .. والتقط الصوره .. هنا انسحبت وتغيرت نبره صوتها .. واعتدلت في جلستها ..

- منال : ايه ده يا مصطفي .. !!
- مصطفي : حبيبتي اسف بس معرفتش امسك نفسي بس ..
- منال : طيب لو سمحت يلا نمشي وامسح الصور دي ..
- مصطفي : مش همشي غير لما تضحكي وتعدلي وشك ..
- منال : خلاص ما تميش انا هنزل .. واركب تاكسي ..
- مصطفي : ( ممسكا بها ) .. خلاص يا حبيبتي والله ..
- منال : ليه حسستني اني رخيصه اوي كده ..
- مصطفي : ما تقوليش علي نفسك كده .. فاهمه ولا ااقلب انا عليكي .. !!

وتنزل من السياره .. قبل مسافه من المنطقه التي تعيش فيها .. وهي تشعر بسعاده برغم تظاهرها بالغضب .. ولكن هناك شىء ما بداخلها يتألم .. انه الضمير .. تجاه زوجها الذي في بيتها ..

وهنا يذهب مصطفي للسنترال .. فيجد صديقه احمد ..

- احمد : مالك مبسوط .. شكلك كنت مع بنت من الاخر كده ..
- مصطفي : لا بس دي غير اي حد .. !!
- احمد : ازاي يعني .. محترمه ... !! _ لو محترمه مكنتش خرجت معاك .. !!
- مصطفي : ياعم مش كده .. بس دي عمرها 40 سنه ..

( هنا يضحك بصوت عال جدا احمد .. )

- احمد : انت بتكلم جد .. !! ودي خارج معاها علي اي اساس يعني .. !!
- مصطفي : الحب ..
- احمد : انت بتتكلم جد .. ولا انت عبيط .. بتحبها ازاي .. !!
- مصطفي : مش هكدب عليك .. ف الاول كنت بكدب عليها .. مكنتش بحبها ولا حاجه .. بس كنت بحاول اتكلم معاها .. بعد كده بدأت تحكيلي مشاكلها .. بدأت تصعب عليه اوي .. وبقيت احس انها مسئوله مني .. وان انا غيرت حياتها ..

- احمد : لازم تبقي عارف هي بالنسبالك ايه .. في فرق بين الحب والتعاطف .. ثم ايه اخره اللي انت وهي فيه ده .. !!
- مصطفي : معرفش بس مسكت ايدها انهارده .. وبوستها كمان .. !!
- احمد : بس تبقي ست مش كويسه .. وتلاقيها عملت كده مع كذا واحد قبلك ..
- مصطفي : لا ياعم .. مستحيل .. !!
- احمد : وانت فاكر .. يا اهبل .. لو خرجت مع غيرك هتقولك .. !!
- مصطفي : بيبان بردو يا اخي .. دي كانت هتضربني .. لما بوستها ..
- احمد : ومضربتش ليه .. صعبت انت عليها .. والله انت ما فاهمـ حاجه .. المهم هي منين واتعرفت عليها ازاي .. شكلها زبونه هنا .. صح .. ؟؟
- مصطفي : هااا .. لالا مش من هنا خالص ..
- احمد : امال منين يعني .. !!
- مصطفي : ( يضحك ضحكه صفراء ) .. اشمعني ياعم .. سيبك بقي من الحكايه دي ..
- احمد : انت خايف تقول هي منين .. لحسن اروح اعلقها منك ..
- مصطفي : (ضاحكا ) .. لا بس مش عايز احكي في الموضوع تاني بقي ..

هنا يرن هاتف .. مصطفي ..

- مصطفي : الو يا حبيبتي .. !!
- منال : ايوة يا حبيبي .. انا لسه واصله البيت اهوة .. ومحدش في البيت .. قلت اتصل اطمنك 

- مصطفي: بس كل ده مكنتيش روحتي .. !!
- منال : لا اصلي اشتريت شويه حاجات وانا مروحه ..
- مصطفي : ما تزعليش يا حبيبتي .. من اللي حصل ..
- منال : مش زعلانه .. بس استغربت .. علي العموم حصل خير .. يلا سلام بقي علشان الحق اعمل الاكل .. لـ لاولاد ..
- مصطفي : ماشي يا حياتي .. سلامــــ
- احمد : ابعتلي الاغنيه اللي انت حطتها رنه دي ..
- مصطفي : خد الموبايل ابعتها لنفسك .. وخد بالك من المحل علي ما اطلع اغير هدومي واجي .. ولو حد اتصل ما تردش ..
- احمد : ماشي بس ما تتاخرش بقي ..

يفتح احمد ستوديو الهاتف .. فــ أول ما يجد امامه .. صوره مصطفي التي نسي ان يحذفها .. ولكن من تلك المراءه التي يقبلها مصطفي .. انها تشبه منال والده وفاء ..

وعندما يرى الصوره التانيه .. لا يكاد يصدق عينيه .. انها هي .. !!
هنا يدخل مصطفي مهرولا ..

- مصطفي : استني هات الموبايل يا احمد هعمل مكالمه بسرعه ..

فيرمي الموبايل .. علي المكتب ويغادر .. فيطرق مصطفي المكتب بشده .. ويلوم نفسه .. ازاي نسيت امسح الصور .. ازاي .. !! ويخرج وراء احمد .. وينادي عليه ..

ولكن احمد .. يمضي في طريقه .. وكأنه لا يسمع لـ شىء ..

وذهب احمد وهو يفكر .. ماذا سافعل .. وهل اتزوج وفاء .. ام لا .. ولكن كيف يكون الوضع بين اصحابي .. عندما يعرفوا ان وفاء تلك ابنه منال التي تصاحب شاب من عمر ابنها .. احب وفاء .. ولكني اذا تزوجتها .. فساظلمها معي لاني ان انسي ذلك وبدون قصد مني سوف اشك فيها .. سيكون قراري الاخير هو الانفصال .. ولكن بعد ان اتأكد .. حتي لا أظلم احد ..

ويذهب الي بيته .. ثم يترك هاتفه .. ويذهب الي بيت حماته ..

- منال : اهلا اهلا ايه المفاجئه الحلوه دي يا عريسنا ..
- احمد : ربنا يخليكي يا ماما .. قلت اجي ااقعد معاكم شويه ..
- منال : تنور يا حبيبي في اي وقت .. نجيب الاكل بقي ..
- احمد : لالا يا ماما شكرا .. يدوب بس هشرب شاي ..
- منال : طيب هقوم اعملكم شاي ..
- احمد : ايه ده هي العروسه .. ما بتعرفش تعمل شاي ولا ايه .. لا يا ماما لو سمحتي .. انا عايز وفاء تعمل هي الشاي .. علشان لو معرفتش تعمله .. مش هتجوزها ..

فضحك منال ووفاء من مزاحه .. ولا يعلمون ما يخفي .. !!
وعندما دخلت وفاء .. هنا قام من مكانه .. وبدأ يفتش عن شىء ما

- احمد : موبايلي مش لاقيه .. مش عارف وقع مني في الشارع ولا نسيتوا في البيت .. معلش ممكن موبايلك يا ماما ارن علي نفسي ..

فاعطته منال هاتفها .. دون تفكير .. وهنا كتب رقم صديقه الذي كان يحفظه .. وضغط ذر الاتصال .. فوجد الرقم مسجل بــ إسم سناء .. فمسح الرقم واتصل علي هاتفه هو .. ثم اعطي الهاتف .. لـ منال ..

- احمد : معلش يا ماما انا لازم انزل حالا اشوف الموبايل ..
- وفاء : طيب لو لقيته اتصل عرفني .. !!
- احمد : ماشي ..

وبعد ساعه اتصل احمد علي هاتف منال ..

- منال : الو ..
- احمد : ايوه يا ماما انا احمد ..
- منال : طيب مبروك انك لقيته ..
- احمد : ماما انا عايز ااقول لحضرتك علي حاجه ..
- منال : اتفضل قول ..
- احمد : انا مش هينفع اكمل مع وفاء ..
- منال : ( يتغير صوتها .. !! ) ايــــــه ...؟؟؟
- احمد : مش هينفع اكمل مع وفاء بنت حضرتك ..
- منال : قولي .. شفت عليها ايه .. حصل ايه فهمني .. !!
- احمد : وفاء مفيش فيها اي حاجه واي حد يتمناها .. العيب فيا انا ومش هينفع ااقول لحضرتك اكتر من كده لو سمحتي بلاش تضغطي عليا سلامـــ

يغلق احمد الهاتف .. ويجن جنونها .. ماذا فعلت ابنتي .. !! وكيف اخبرها .. وكيف اقول للجيران .. وكيف وكيف .. هل هذا عقاب من الله لي ..

هنا يرن هاتف .. منال ..

- مصطفي : ايه يا حبيبتي رنيتي رنه وحده وقفلتي ليه .. استخسرتي الرنه فيه .. !!
- منال : رنه ايه ..؟؟
- مصطفي : من ساعه كده رنيتي وقفلتي .. بس المحل كان زحمه وانشغلت معرفتش ارد عليكي ..
- منال : لا ما اتصلتش .. بس يمكن رنيت غلط .. !!
- مصطفي : ماشي يا قمر .. مال صوتك مضايق ..!!
- منال : في شوية مشاكل هبقي ااقولك عليها بعدين .. سلام دلوقت لحسن شكل حد جاي ..
وتغلق معه الهاتف .. وبدأ تسترجع الكلمات .. منذ ساعه .. !! انه احمد .. فتمسك هاتفها .. !! .. وتجد احمد اتصل .. ولكنها تقول لنفسها اكيد اتصل غلطه .. مش ممكن يعني .. لا لا لا .. ! _ فبعد حيره شديده .. تتصل بـ احمد ..

- احمد : ايوه يا ماما ..
- منال : يا ابني مش عايزه منك حاجه غير انك تريح قلبي .. انت خلتني اشك في بنتي .. حس بيا حرام عليك ..
- احمد : والله العظيم بنت حضرتك مافيش زيها .. انا هبقي ااقول لحضرتك .. بس اعفيني دلوقت ..
- منال : علي راحتك يا احمد .. وتغلق الهاتف ..

وبعد دقائق معدوده ..

تصل رساله الي هاتف منال .." انا مكنش عندي الشجاعه اني ااقولك في الموبايل .. انا صاحب مصطفي وبالصدفه .. شفت صورتك معاه .. ومش هينفع اتجوز بنتك واظلمها معايا .. لاني هشك فيها طول عمري .. ومش هتحمل نظرات مصطفي وهو بيبص لمراتي .. علي انها بنت حبيبته .. اسف جدا .. بس انتي اللي طلبتي تعرفي .."

تلك الكلمات هي التي وصلتها من احمد .. هنا لم تتمالك نفسها من العياط .. واخذت تلطم علي وجهها .. انا اتفضحت .. انا اتفضحت .. !!

تدخل وفاء .. في ايه يا ماما .. بتعيطي ليه .. ولكنها لا تعرف ماذا ترد .. وبــأي كذب ستكذب .. فكيف تخبرها ان امها عاهره .. فتزداد بكاء ..

- وفاء : يا ماما لو سمحتي فهميني في ايــــــه .. ؟؟
- منال : احمد بيقول مش هينفع يتجوزك ..
- وفاء : (تحاول تمالك نفسها ) .. خلاص ايه يعني ليه بتعيطي كده ..
- منال : صعبان عليه كلام الناس يا بنتي ..
- وفاء : ( تتساقط دموعها ) .. هو انهارده مكنش طبيعي .. ولما جه حسيت في حاجه غلط بس معرفتش افسرها .. مع انه لحد امبارح كان كويس جدا .. في ايه .. !!

ويزداد بكاء منال .. فهي سبب تعاسه ابنتها .. فـبالامس التي كانت تبكي من سعادتها .. اليوم تبكي علي حالها .. وعلي ما سببت لابنتها .. من الم ومن احراج بين اصحابها وجيرانها ..

فيدخل جابر هو ومحمد ابنه ..

- جابر : في ايه ...؟؟؟ مالكم .. ؟؟
- منال : احمد قال كل شىء نصيب ..
- جابر : ( يخفي غضبه ) .. طيب وده يخليكم تعملوا كده .. ده واد راجل اوي .. انه قال وهو علي البر انه مش عايزاها .. بدل ما كان طلقهالي .. ولو علي الدبله نرميها في وشه وخلاص .. ولا تزعلي نفسك يا ستي ..
- محمد : ازاي يعني .. ايه اللي حصل .. ! ( وكأنهم لا يسمعونه )
- جابر : ايه اللي حصل .؟؟
- منال : مفيش اتصل بيه .. وقالي مش هينفع نكمل وكل شىء نصيب وقفل ..

برغم صلابه جابر .. الا انه كان اكثرهم حزنا .. ولكنه كان متماسكا .. فدخل غرفته .. وسمعوا صوت .. وكان شىء ما وقع .. هنا صرخت وفاء بابا .. بابا ..

واثناء تلك الاحداث .. ذهب مصطفي لـ احمد .. ليعرف ماذا سيفعل .. هنا اخبره احمد بكل شىء بصراحه .. وقال له .. لا اريد صداقتك انت الاخر .. لانك كنت - - - تعرف انها بمثابه ام لي وفعلت ذلك ..

- مصطفي : انا مش بقول اني ما غلطتش .. بس انا مش ملاك ..
- احمد : مغلطتش .. ازاي وانت اخدت رقمها من موبايلي ..
- مصطفي : لا لا .. ما حصلش .. انا هي جت تشحن من عندي مره .. واخدتها ..
- احمد : قول والله العظيم انك ما اخدتهوش من موبايلي .. ؟؟
- مصطفي : ياعم انا مش بكدب .. وانا عارف انا بقول ايه .. ؟؟
- احمد : تحلف علي مصحف .. !!
- مصطفي : انا همشي من وشك .. لاني عارف حتي لو حلفت مش هتصدقني ..
- احمد : مش هتمشي غير لما ترحني قول الصراحه .. !!
- مصطفي : الصراحه .. اه اخدته من موبايلك انت .. ارتاحت ..

هنا يصفعه احمد صفعه قويه علي وجهه .. فيهرب مصطفي من امامه ...

وفي اليوم الذي كان مقرر ان يتزوج فيه وفاء واحمد .. يتوفي جابر ..

نعم .. انه مات جابر اثر الصدمه التي مرض علي اثرها اسبوع .. وهذا هو حال الكاتمين غيظهم دائما .. هنا شعرت منال .. انها دمرت ابنتها .. وانها خسرت نفسها .. وقتلت زوجها .. عندنا اخذت ماليس لها .. ولم تعش سنها .. !!

وبعد مرور اربعين يوما .. علي وفاه جابر .. يتزوج مصطفي من احدى اقاربه .. لانه اصبح يشك في النساء .. فاراد ان يتزوج من احد يثق به .. لان منال جعلته لا يثق في احد .. برغم كل الاكاذيب التي كان يخبرها اياها .. وايقن بعد ذلك انه لم يكن يحبها ولكن شهوته وحدها .. هي من جعلته يقترب منها .. وعاد مره اخرى احمد ليطلب يد وفاء بعدما كان السبب في موت والدها .. ووافقت منال .. حتي تشعر براحه من تأنيب الضمير الذي يجعلها لا تستطيع النوم .. منذ انكشاف امرها من احمد .. ولكن وفاء رفضت بشده ان تعود له .. وقالت من ذهب دون ان يشاركني القرار لا يحق له ان يعود .. وقت ما يشاء .. فـ اخبرتها امها .. بما حدث وانها لم تستطيع النوم من يومها .. وانها لم تقصد شىء .. وانها اخطأت .. انهارت وفاء بعدما صدمت في امها .. وشعرت ان امها هي من جعلتها تفتقد حبيبها وابيها .. ورغم ذلك .. قالت لو كان اخبرني ذلك قبل ان يتركني .. لتمسكت به .. كيف اعود له مره اخرى .. فتخطىء امي مره اخري .. فيطرقني من جديد .. !!

وعاشت وفاء مع امها .. ولكنها تشعر انها سبب تعاستها .. اما منال .. فكانت ترى ان الحياه .. ان اعطتها القليل ابكتها الكثير .. وان حياتها لن تتغير .. وان دموعها .. لن تجف ..







مع تحيات الكاتب 

انتظروو قصتي الجديده .. 

النداهة 

إسلام سامي 

2012



هناك تعليق واحد: