الأحد، 18 نوفمبر 2012





الحلقه الاولى :

ها هو شتاء يناير عام 1972 .. حيث البروده والامطار .. وفي احدى هذه الليالي .. حيث كانت الامطار الغزيره تتساقط من السماء .. وفي تمام الساعه الرابعه عصرا ً .. كانت تمشي فتاه مهروله من الامطار .. تلتف حول نفسها .. لتحمي نفسها من الامطار ..انها منال علام .. ابن السابعه عشر عاما .. وبينما كانت تمضي في طريقها .. اذا بصوت خافت يناديها من الخلف ..

منال .. منال .. _ وكان يبدوا هذا الصوت مألوفا لها ..الي حد ما .. فنظرت خلفها .. انه احمد محروس جارها .. ابن التاسعه عشر عاما .. يخلع معطفه الجلدي
- احمد : خدي يا منال البسي ده علشان المطر
- منال : لا لا .. شكرا ً _ انا خلاص قربت اوصل البيت
ولكن احمد باصرار يضع المعطف علي كتفها .. ويمضي في طريقه .. واخذت منال تنظر اليه وهو يختفي تحت الامطار امام عينيها شيئاً فشيئا ً.. دخلت منزلها فسألتها والدتها ..
- الام : جبتي منين البلطوا ده يا منال .. ؟؟
- منال : ابدا ً يا ماما .. بس احمد ابن عمي محروس اللي ساكن قصادنا شفني غرقانه في المطر قمت صعبت عليه
- الام : لا ابن حلال طالع للست امه ..
فيدخل الاب " علام فرج " فيسكت الجميع .. لانه كان رجل له هيبه ووقار شديد .. حيث اذا تكلم سكت الجميع ينصت اليه .. وكان والدها تاجر للاقمشه .. وكان له اسم معروف بين التجار .. والكل يعرف جيدا من هو الحاج علام فرج .. يحترمه الكبير والصغير .. وكانت زوجته الحاجه يسريه امراءه ذات صوت هادىء ..

وكان لهم ثلاثه اولاد .. اكبرهم منال التي كانت تبلغ من العمر سبعه عشر عاما .. وكانت ابنتهما الثانيه عفاف التي كانت تبلغ من العمر عشره اعوام ... وكان محسن اصغرهما سنا .. وكان يبلغ خمس سنوات .. وكان الولد المدلل لوالده .. نظرا لانه الاصغر سنا .. اما منال كانت البنت الكبرى التي سرعان ما حملت هموم اخواتها الصغار .. وذلك بسبب مرض والدتها الشديد .. فتحملت مسئوليه البيت .. منذ نعومه اظافرها .. ورغم ذلك كانت تجتهد في دراستها .. رغم سنها الصغير .. وكان من يراها يشعر بان شكلها اكبر من عمرها الحقيقي .. وهذا ما دفع العرسان لطلب يدها رغم صغر سنها ..
وبعد الليله الممطره اشرقت شمس اليوم التالي .. وكانت السماء صافيه .. 


- منال : ماما انا غسلت البلطوا بتاع احمد ابعتهوله مع محسن .. ؟؟
- محسن : لا انا مش هروح ..!!
- الحاجه يسريه : خلاص يا بنتي وانتي نازله .. خديه انتي معاكي .. اديه لخالتك ام احمد.
- منال : حاضر يا ماما ..
تدخل منال غرفتها وتفتح زجاجه العطر .. وتسكب علي المعطف العطر .. ثم تاخذه وتذهب به _ تترك منال الباب ..

- احمد محروس : ايوة جاي يلي بتخبط .. ( يفتح الباب فيجد منال ) _ فيتوتر من سعادته ويعجز عن الكلام ..
- احمد محروس : منال اتفضلي ادخلي ..
- منال : متشكره جدا .. مره تانيه _ فيعطس احمد ..
- منال : ايه ده انت اخدت برد ..؟؟ .. انا السبب
- احمد : لا لا .. لا برد ولا حاجه انا زي الفل اهوة ..
- منال : شكلك تعبان .. انا اسفه جدا ..
- احمد : طيب اتفضلي طيب .. دي ماما هتفرح اوي ما تشوفك ..
- منال : لا معلش مره تانيه .. وسلملي عليها كتير ..
وتغادر منال من امام احمد .. فيمسك المعطف وياخذ نفس عميق من ريحته ..
- احمد محروس : الله ايه الريحه الجميله دي .. ( فيغلق الباب علي نفسه ) ويحتضن المعطف ..

في نفس الوقت الذي تحدث فيه منال نفسها .. هو كان ليه بيبصلي اوي كده .. وليه اتلخبط اوي كده لما شافني ..؟؟ .. وانا كنت مبسوطه اوي كده ليه ..؟؟ اكون بحبه ..؟؟ لالا مش ممكن انا اتجننت خالص .. ايه اللي انا بقوله ده بس .. !! .. ايـــــــه يا منال مالك اعقلي .. بس مش هقدر انكر انه عاجبني وطيب وحنين اوي .. ( فيقاطع صوتها هنا صوت عالي غليظ ) .. بت يا منال انتي فين .. !!

- منال : ايوة يا بابا .. انا هنا اهوة ..
- الحاج علام : بتعملي ايه عندك علي السلم .. بنادي عليكي من الصبح ..
- منال : ابدا والله يا بابا .. هكون فين بس ..؟؟ _ انا يدوب كنت عند خالتي ام احمد جارتنا كانت تعبانه شوية وكنت ببص عليها بس .. !
- الحاج علام : طيب ما تخرجيش تاني غير لما تعرفيني .. رايحه فين .. وجايه منين .. ولا انا خلاص مابقاش ليه اي لازمه .. !!
- منال : ابدا ً والله يا بابا ..
- الحاج علام : طيب غوري اعمليلي شاي ..
- منال : حاضر يا بابا ..

وفي اليوم التالي ..

تذهب منال الي شقه احمد محروس .. فيفتح احمد الباب .. وكأنه كان يعلم ان التي تطرق الباب بهذا الهدوء هي منال .. ففتح الباب مهرولا ً

- احمد : اتفضلي يا منال ..
- منال : لا معلش .. بس كنت عايزة شوية سكر .. لحسن السكر خلص والشاي علي النار
- والده احمد : خشي يا بنتي ما يصحش كده تيجي وتمشي من علي الباب ..
- منال : ربنا يخليكي يا خالتي .. بس والله الشاي علي النار ..
- والده احمد : هات يا احمد كيس السكر اديه بسرعه لمنال ..
فيدخل احمد يحضر كيس السكر ولكنه يغيب . ثم يعطي كيس السكر لمنال .. ولكن ما لفت انتباه منال . ان بداخل كيس السكر ورقه .. ففتحت الورقه وجدت مكتوب بها .. " طول الليل .. حاضن البلطو .. وعمال اشم في ريحته .. انا بحبك يا منال "

فسرعان ما قطعت الورقه منال .. واحمر وجهها خجلا ً ..

وفي صباح اليوم التالي ..

تذهب منال مع محسن وعفاف لتوصيلهم الي المدرسه وعندما تخرج من البيت تجد امامها احمد فتصرف وجهها عنه .. وتاخذ اخواتها وتمضي في طريقها .. فيقف احمد وعلامات اليأس تملىئ وجهه .. وايقن ان انصرافها عنه ما هو الا غضب منه .. فظل واقفا في الشارع ينتظر عودتها .. وبينما هي تدخل بيتها .. وتصعد السلم .. يدخل ورائها احمد .. ويناديها من خلفها ..

- احمد : منال .. منال ..
- منال : ايوة يا احمد .. !!
- احمد : انتي زعلانه مني ..؟؟
- منال : هزعل منك ليه بس يا احمد ..؟؟
- احمد : اصلك مشيتي من شوية من غير ما تقولي صباح الخير حتي .. !!
- منال : لالا بس تلاقيني ما اختش باللي بس ..
- احمد : ازاي بقي ده انا كان وشي في وشك .. !! ( تقاطعه هنا منال )
- منال : بعد اذنك يا احمد .. لحسن لو حد شافني معاك علي السلم كده مش هيبقي كويس .. ( وتذهب وتتركه )


فيظل احمد يفكر ماذا سيحدث .. !!
وهل من الممكن ان تخبر والدته بما حدث .. !! 
او تخبر الحاج علام .. !! _ ويظل خائف يترقب .. وفي اليوم التالي تأتي المفاجاءه ..
حينما يجلس احمد مع والدته يشاهده التليفزيون .. ويسمع طرقات الباب الهادئه .. انها طريقه منال في الدق علي الباب .. ولكن احمد يتعجب .. ما الذي جاء بها الان .. ويدور الشك في راسه .. والخوف الشديد ..

- والدت احمد : مالك يا احمد ..؟؟ يعني مش سامع الباب ده كله ..؟؟
- احمد : لا يا ماما سامع انا رايح افتح اهوة .. !! 


فيذهب احمد باتجاه الباب ويكاد قلبه ينخلع من جسده .. ويفتح الباب .. فيجدها كما توقع . . منال وبيدها كيس سكر ..

- والدت احمد : مين يا احمد .. !!
- منال : انا يا خالتي .. كنت جايه ارجع كيس السكر بس .. 
- والدت احمد : طيب خشي يا بنتي
- منال : معلش بقي مره تانيه .. خد يا احمد كيس السكر ..

ينظر احمد الي الارض خجلا ً منها ويمد يديه .. ولكنه يجد مع كيس السكر ورقه .. فيرفع عينيه الي منال فتبتسم في خجل .. وتذهب مسرعه من امامه .. فيغلق الباب ويذهب نحو غرفته .. فيفتح الورقه مسرعا ً فيجد مكتوب فيها .. " ماتزعلش من معملتي ليك .. ده كان غصب عني .. علشان ماعرفتش اتصرف بس .. انا حاسه اني انا كمان بدأت اتعلق بيك .." تلك هي الكلمات التي ملئت الخطاب .. فاخذ احمد يقراءها مره ثانيه وثالثه .. ولم يصدق عينيه .. من شده سعادته ..

وفي الاتجاه الاخر .. كانت تملىء السعاده قلب منال .. التي تحملت المسئوليه من صغرها .. وراءت ان الدنيا اخيرا ً منحتها السعاده التي انحرمت منها .. حيث لم تعيش مثل بنات عمرها .. ولكن ماذا يخفي القدر لها .. !!

واستمر هذا الحب المتبادل بينهم .. واستمر تبادل الخطابات العاطفيه .. وقد وعد احمد منال بالزواج ولكن بعد ان يتخرج من جامعته .. وظل يتواعدان ويتقابلان ...

وبعد مرور عام ..

بينما كان يجلس الحاج علام ومنال والحاجه يسريه ..

- الحاج علام : يا يسريه .. في عريس جه اتقدم لمنال النهارده ..
- يسريه : وده مين يا حاج ..؟
- منال : بس انا مش عايزة اتجوز دلوقت خالص ..
- الحاج علام : انا ما عنديش بنات .. بتقول رايها ..
- منال : ( تصيح بصوت عال ) بس انا مش عايزة اتجوز ..

هنا لم يتمالك الاب نفسه .. فيتجه نحو منال .. ويرفع يده ويلطمها علي وجهها ..
- الام : (تصيح مشفقه علي ابنتها ) .. خلاص هتتجوزوا يا حاج 


وبدأت منال ترضي بالامر الواقع شيئاً فشيئاً .. ولكن جاءت المصيبه الاكبر حينما وجدت عريسها يكبرها في السن ب خمسه عشر عاما ً .. فما كان بيدها .. الا ان تدخل غرفتها وتغلق بابها عليها .. وتقراء خطابات احمد محروس وتبكي .. وقد توالت المصائب عليها .. المصيبه تلو الاخرى .. حيث قرر والد منال ان يكون الفرح بعد اسبوعين .. وقد منعها ابوها من الخروج من المنزل .. فلم تستطع ان تخبر احمد اي شىء .. وكان علي النحو الاخر يتعجب احمد من عدم رؤيتها .. وعدم خروجها من البيت .. مما دفعه للقلق عليها .. ولكن لم يستطيع ان يفعل شىء .. حتي سمع اصوات الزغاريط تتعالي من شباكها .. فسألت والدت احمد .. خير يا ام منال ..

- الحاجه يسريه : عقبال احمد .. فرح منال الخميس اللي جاي ..

فنزلت الكلمات كالصاعقه علي احمد .. فلم يصدق ما سمع .. فدخل غرفته واغلق بابه واخذ يقطع جوابات منال ويبكي .. ويردد .. خاينه .. خاينه ..

لم يكن يعلم انها تتألم اكثر منه ..

وجاء يوم الخميس .. يحمل معه تعاسه حبيبان ..

وكان يوم زواج منال .. هي المره الاولي التي ترى فيها عريسها " جابر " الذي كان يبلغ من العمر .. ثلاثه وثلاثون عاما .. وبدأ الاحتفاال بالزواج والعروسه حزينه ومهمومه .. ولكن ما ادهشها وسط الحضور .. حينما وقعت عيناها علي احمد محروس وسط الحاضرين .. تري في عينيه نظره الكراهيه لها .. كم تمنت ان تجري عليه وتخبره بانها مجبره .. وليس لها اي ذنب .. وانها مازالت تحبه .. حاولت ان تخبره هذا بعينيها .. ولكنها لم تستطع .. !!

******************************************
الحلقه الثانيه ..

تزوجت جابر الذي وجدته زوجا ً مثاليا ً يحاول ان يرضيها بكل الطرق .. خلال العام الاول لها من الزواج .. ولكنها لم تنسي يوما ً حبيبها احمد محروس .. وها هي بدأت تتأقلم شيئاً فشيا ً علي حياتها الجديده ..

وفي العاشره مساءاً يطرق الباب بشده .. فتفتح منال الباب .. فتجد اختها عفاف ..

- منال : ادخلي يا عفاف
- عفاف : لا يا ابله .. شكرا .. بس جيت ااقولك ان بابا تعبان اوي .. 


فيبدو القلق علي وجه منال .. وهنا يدخل جابر ..

- جابر : ماله عم علام ..؟؟
- منال : مش عارفه .. لازم اروح اشوفه حالا ً ..
- جابر : خلاص استني اغير هدومي .. وانزل معاكم ..

تدخل منال علي والدها .. وعندما يشعر بوجودها بجواره .. يفتح عينيه ببطء ..

- الحاج علام : منال يا بنتي .. ايه اللي جابك متأخر اوي كده ..
- منال : يعني اعرف انك تعبان وما اجيش يا بابا ..
- الحاج علام : انا كويس يا بنتي .. مكنش فيه لزوم تتعبي نفسك
- منال : ازاي بقي يا بابا ..
- الحاج علام : اصيله يا بنتي .. سمحيني يا منال انتي اتظلمتي معايا كتير يا بنتي ..
- منال : لزومه ايه بس الكلام ده دلوقت يا بابا ..
- الحاج علام : وجوزك عامل ايه معاكي ..
- منال : هو كويس الحمد لله يا بابا هو موجود بره .. بس مش رضي يدخل خايف يزعجك ..
- الحاج علام : ماتروحوش يا بنتي الدنيا ليل باتوا معانا النهارده ..
- منال : ( ابتسمت ) حاضر يا بابا ..

وكانت المره الاولي التي شعرت بحنيه والدها .. فغيرت ملابسها وجلست بجوار الشباك تنظر علي بلكونه احمد محروس .. لعده ساعات .. حتي الساعه الثالثه فجرا ً

فلم تجد اي اضاءه تدل علي وجودهم بالمنزل .. واستمرت في ذلك دقائق اخرى حتي غلبها النوم في مكانها .. علي الكرسي

وفي صباح اليوم التالي ..

- الحاجه يسريه : ايه ده يا منال .. ايه اللي نيمك هنا .. ؟؟ ما نمتيش مع جوزك في الاوضه اللي جوه ليه ؟؟

- منال : انا نمت من غير ما احس يا ماما ..
- الحاجه يسريه : طيب قومي علشان تفطري علي ما اروح ادي العلاج لابوكي ..

وتدخل الحاجه يسريه الغرفه .. وتحمل كوب من الماء ..
في نفس اللحظه التي تخرج عفاف من غرفتها ..

- عفاف : صباح الخير يا ابله منال ..
- منال : صباح النور يا عفاف .. الا قوليلي يا عفاف هي خالتك ام احمد عامله ايه ..؟
- عفاف : ام احمد مين ؟؟
- منال : مرات عمك محروس ..
- عفاف : آه آه .. دي سابت الشقه ورجعت بلدها ..
- منال : ( في دهشه ) .. طيب واحمد ودراسته ..
- عفاف : انا عارفه بقي يا ابله ..

وتشعر منال بالحزن .. لانها فقدت الامل ان ترى احمد مره اخرى .. فتجلس منال تتذكر احمد وشهامته .. وهنا تسمع صوت صراخ يخرج من غرفه والدها ..

انها الحاجه يسريه تصرخ .. لقد توفي الحاج علام ..

هنا ايقنت منال ان الحياه عندما منحتها حبيب .. ابعدها القدر عنه وتزوجت غيره .. وانحرمت من رؤياه .. والمره الوحيده التي شعرت بحنان والدها .. كانت المره الاخيره التي تسمع صوته فيها .. !! .. فعلمت ان الحياه كتبت عليها الحزن والتعاسه والشقاء .. ولكن بموت والدها .. احست بان شىء ما بداخلها قد تحطم ..لان برغم قسوته عليها .. كان ظهرا ً لها يحميها .. فصارت تبكي ليل نهار علي والدها ..

وبعد مرور ثلاثه اشهر ..

اذا بها تمرض .. فتذهب للطبيب فيخبرها بوجود حمل .. وكانت ابنه التاسعه عشر عاماً وقتها .. فاخبرت زوجها جابر .. فكاد ان يطير فرحا ً .. وكان يتمني ان يكون له ولدا ويمسميه محمد ..

وسريعا ما مر تسعه اشهر .. وانجبت منال .. ولكنها انجبت بنت .. ففرحت جدا بها .. وعندما دخل جابر عليها .. قالت له مبتسمه .. بنتك اهيه يا جابر .. شبهك .. فاسود وجه بعدما كان ضاحكا مستبشرا ً .. وقال لها بنت .. !! _ انا ما بحبش البنات .. تعجبت منال من فعل جابر ..

- منال : دي بنتك .. لحمك ودمك ..
- جابر : يا شيخه روحي ادفنيها ..
- منال : حرام عليك انت مش بني ادم ..

وعاشت معه في جحيم .. حتي سار عمر ابنتها ثلاثه سنوات .. وقد سميت ابنتها وفاء ..
وبعد مرور اربع سنوات من زواجها .. قد رأت جابر شخصا ً اخر .. اسلوبه في الكلام معها قد تغير .. ولكنها قد اخذت قرار بينها وبين نفسها .. علي ان تتحمل من اجل ابنتها .. كما تعيش كثير من النساء المصريات هذه الحياه .. والخوف من الطلاق .. ونظرات المجتمع للمطلقه ..

وها هي قد انجبت طفلها الثاني .. وقد فرحت كثيرا ً به .. لان كان المولود هذه المره ولد .. فقالت سوف يطير جابر هذه المره من السعاده .. وعندما علم جابر كان غايه في السعاده .. فطلبت منال من جابر ان يسميه احمد .. ولكن جابر كان يريد ان يسميه علي اسم والده .. فرفض بشده واسماه محمد .. حتي يحمل اسم جده ويكون اسمه محمد جابر محمد ..وكالعاده خضعت لاوامره .. فهي المراءه المسكينه المظلومه .. ولكن تريد ان تتحمل كل ذلك من اجل تربيه طفليها .. وفي احدى الليالي .. بينما كان يعم البيت الهدوء والسكون .. وفي الساعه الثالثه فجر أ ً شعرت بصوت الباب يغلق بشده .. خرجت فاذ بها تري جابر .. يدخل البيت سكرانا ً .. فلم تعد تحتمل وحدث شجار شديد .. حتي ضربها .. هنا شعرت بافتقادها لابيها .. فانتظرت للصباح وغادرت الي بيت ابيها .. ولكنها بدأت تشعر انها غريبه في بيت ابيها .. فعادت من جديد بعد ثلاثه ايام لبيت زوجها .. بعدما وجدت ان امها لم تنصفها ولم يسأل فيها جابر ..

فعادت الي بيتها حيث وجدت جابر يقابلها بسخريه شديده وكلمات مهينه وقال لها الم تعجبك الحياه في بيت ابوكي .. !! .. ولكن ما كان بوسعها سوى البكاء .. وبعد مرور عده سنوات ماتت امها الحاجه يسريه .. وتزوجت اختها في الاسكندريه .. وتزوج اخوها محسن هو الاخر .. وسافر الي خارج مصر .. وتشتت عائلتها .. وشعرت انها وحيده .. لانها لم يكن لها اقارب الي في الصعيد .. ومنذ سنوات بعد وفاه والدها تقطع الود والاخبار .. حتي نسيت اهلها ونسيها اهلها واقاربها لبعد المسافات والانشغال في الحياه .. وكلما كبر جابر في العمر .. ظهرت عيوب علي عيوبه .. ولم يعد يحتمل .. حتي وصل في النهايه الي الخيانه .. وصبرت .. وصبرت .. وصبرت .. حتي انفجرت ..

وها هي في العام 2011 ..

عمرها يقترب من الاربعين خريفا .. وجابر يقترب من الخمسه وخمسين عاما ً .. وابنتها وفاء تقترب من العشرين عاما .. وابنها محمد يقترب من السابعه عشر عاما ً ..
وهما الان يعيشون في سكن جديد في القاهره .. قد انتقلوا اليه في العام 2008 م

وذات يوم بينما كانت عائده منال من السوق .. كانت تحمل الكثير من الحقائب .. التي اتعبتها .. وجدت شاب في العشرينات من عمره .. اخذ منها الحقائب الثقيله ومشي امامها .. حتي جاء عند بيتها ووضع الحقائب .. فقالت له انت تعرفني ..؟؟

فقال لها انا احمد جارك .. فاعجبت منال بشخصيته .. لانه كان شاب محترما ً شهما ً .. قدم خدمته لها دون اي مقابل .. ودون ان يحاول ان يتحدث معها .. وقبل كل ذلك كان اسمه احمد .. وكان هذا الاسم له معزه خاصه في قلب منال .. فقد قلب احمد الذكريات علي منال .. وجعلها ترجع بالذاكره اعوام واعوام للخلف .. وما عليها سوى ان تتبسم وتضحك .. وتقول يا تري احمد محروس لو شفته هعرفه دلوقت وياتري عايش ازاي وفين .. وذات يوم دخلت ابنه منال مبتسمه .. فسألتها منال ..

- منال : ايه سر ابتسامتك ..؟؟
- وفاء : اتنين انهارده عاكسوني .. بس واحد اسمه احمد اتخانق علشاني وضربهم .. ولد جدع اوي .. كنت عايزه اشكره بس هو ما ادنيش فرصه .. ولد غايه في الادب والاحترام
- منال : شكله ايه ..؟؟

فوصفت وفاء شكله .. فعرفت الام انه نفس الشخص الذي قابلها منذ ايام .. وبعد مرور يومين .. كانت تمر منال في الشارع .. فوجدت احمد وفي وجهه بعد الكدمات .. فذهبت منال وسألته ..

- منال : ايه اللي عمل فيك كده ؟؟
- احمد : مفيش حاجه عادي ..
- منال : دي بسبب المشكله اللي حصلت مع وفاء بنتي ....؟؟
- احمد : لالا خالص ..

وسارع كعادته بالانصراف من امام منال ..

وبعد عده اسابيع ..

هاتف منال يرن .. ( رقم غريب ) رفعت منال وقالت ..

- منال : مين معايا .. ؟؟
- المتصل : مش مهم انا مين .. مش مهم عايز ايه .. المهم اني بحبك

سرعان ما اغلقت في وجهه الهاتف ..

وبعد عده ايام .. اتصل بها نفس الصوت ..

- المتصل : ممكن نتجوز ..؟؟ بس لو سمحتي ردي عليه واقنعيني بلاش تقفلي في وشي الخط ..
- منال : انا من سن امك .. !!
- المتصل : انا عارف ..
- منال : انا ممكن تكون بنتي من عمرك ..
- المتصل : ايه المشكله .. !!
- منال : شكلك مجنون .. ياريت ما تتصلش بيه تاني .. وقفلت السكه ..

وفي صباح اليوم التالي .. كانت تشتري اغراض للمنزل .. اذا بها تفتح الباب .. فتجد زوجها ومعه احدى جيرانها .. في وضع مخل .. فالقت بالحقائب التي كانت تحملها .. بالارض وظلت تبكي .. فسرعان ما خرجت عشيقه زوجها ..

- جابر : ما تكبريش الدنيا امال ..
- منال : انت ليه بتعمل فيه كده .. انت مش عارف انت عندك كام سنه ..

وظلت تصرخ وتصرخ .. حاول جابر اسكاتها فلم يستطع .. فأخذ يضربها .. حتي تورم وجهها .. وكان الاولاد قد عادو .. فجدو امهم امام اعينهم منهاره .. فحضنت وفاء امها واخذت تبكي بشده .. ووقف محمد في ذهول يراقب ما يحدث في صمت .. وهنا احس جابر ان الاولاد ينظرون اليه نظرت كره وغيظ .. فخرج من البيت وعندما جاء المساء .. ودخلت تنام .. فإذا بهاتفها يرن .. فتجده نفس الرقم .. الشاب الذي يعاكسها .. فترفع وتقول له ..

- منال : يا ابني حرام عليك .. بجد انا مش نقصاك انت كمان ..
- المتصل : مال صوتك متغير ليه ..؟
- منال : مالكش دعوه _ ابوس ايدك ما تتصلش بيه تاني .. والا هغير الرقم ..
- المتصل : لو سمحتي ما تقفليش السكه وقوليلي متضايقه من ايه .. ! ! وانا هساعدك ان شاء الله ..
- منال : وهتستفيد ايه لما تساعدني ..؟؟
- المتصل : هرتاح نفسيا ً .. طول ما انا حاسس انك تعبانه انا تعبان ..
- منال .. هتساعدني ازاي بقي .. انا مشكلتي مع جوزي ..؟؟
- المتصل : ازاي يعني .. !!
- منال : جوزي خاين .. !
- المتصل : يبقي انتي مش مليتي عينه .. جربي تحطي ميك اب وتلبسيله حاجات حلوة ..
- منال : ياما لبست وياما حطيت .. بس هو عينه زايغه .. ثم يا ابني انا عندي اربعين سنه
- المتصل : ايه يعني اربعين سنه .. لسه صغيره .. !! من حقك تعيشي حياتك .. وتتمتعي بشبابك ..
- منال : شباب ايه يا ابني .. ده انا مش عشته وانا شابه هعيشه دلوقت ..؟؟ _ انا يدوب عايشه علي قد اولادي وبس ..
- الشاب : بس كلها كام سنه .. وهيكبرو .. وكل واحد هيتجوز ويبقي ليه اسره .. ومحدش هيسأل فيكي ..
- منال : المفروض اني اعمل ايه ..؟؟
- المتصل : عيشي حياتك واتمتعي بكل ساعه فيها .. لان بعدين هتلاقي العمر جري ومالحقتيش تعيشيه ..

هنا يبدو الا حد ما .. ان كلام هذا الشاب اثر فيها .. ولكنها تسمع الي صوت الباب يغلق .. منال سلام دلوقت لحسن جوزي جه ..

- المتصل : هكلمك تاني بعدين .. ؟؟
- منال : ( بصوت خافت ) معرفش سلام دلوقت .. ! 


يدخل جابر .. ويبدل ملابسه .. ثم يخرج وينام علي الكنبه في الصاله .. ويبدو عليه علامات الانكسار والخجل .. هنا تغلق النور منال وتحاول ان تنام .. ولكنها تتذكر ذلك الشاب وكلامه .. الذي يتردد في اذانها .. وكانت هي المره الاولي التي تتحدث فيها مع شخص غريب .. وكانت تلك هي اطول مكالمه لها مع هذا الشاب .. وكانت تشعر براحه نفسيه حينما تحدثت معه .. وظلت تفكر في كلامه .. ولكنها لا تريد ان تقنع نفسها بكلامه ..

وفي مساء اليوم التالي .. حينما اردت ان تنام وفاء بجوارها .. طلبت منال منها ان تتركها تنام في الغرفه وحدها .. ووضعت الهاتف بجوار سريرها .. وانتظرت مكالمه من هذا الشاب .. مرت الدقائق .. وبعدها الساعات .. ولم يتصل في هذا اليوم ذلك الشاب .. فشعرت بوحده شديده .. وافتقادها لهذا الشخص التي تحدثت معه لمره واحده .. ولكنها شعرت انها تعرفه منذ زمن بعيد .. بغض النظر عن عمره الصغير ..الذي يظهر من صوته ..

***********************


الحلقه الثالثه


وفي صباح اليوم التالي .. بينما تجلس منال وابنتها وفاء .. اذ يطرق باب المنزل ..

- منال : قومي شوفي مين يا وفاء ..
- وفاء : حاضر يا ماما .. ( فتذهب وتفتح الباب )
- منال : مين يا وفاء .. ؟؟
- وفاء : دي خالتي سناء جارتنا يا ماما ..
- منال : اهلا وسهلا اتفضلي تعالي .. ( فتدخل سناء .. )
- سناء : الصراحه انا مش عارفه ابدأ منين .. بس انا جايبه عريس لوفاء .. !!
- وفاء : ( ضاحكه ) .. اوعي يكون عبد الله ابنك ده اصغر مني ب خمس سنين ..

( فيضحك الجميع .. علي كلام وفاء .. ) ..

- منال : قومي يا وفاء هاتي حاجه لخالتك سناء تشربها ..
- سناء : احمد امين اللي ساكن في اول الشارع .. صاحب ابني وقالي انه عايز يطلب ايد بنتك وفاء .. بس خايف يجي وترفضوه .. فطلب مني اجي الاول .. اشوف رايك ايه .. وفي حد متكلم عليها ولا لاء .. !!

- منال : من الناحيه دي محدش متكلم عليها .. بس نقول لابوها الاول ..
- سناء : طبعا .. ده اكيد .. بس الحق يتقال احمد ولد محترم جدا .. وربنا يقدم اللي فيه الخير .. يلا انا هقوم بقي ..

- منال : لسه بدري .. انتي لحقتي ..
- سناء : معلش بقي مره تانيه .. ابقي اجي اشرب الشربات بقي بتاع وفاء ..
- منال : وصلي يا وفاء خالتك سناء .. وتعالي عيزاكي ..
- وفاء : خير يا ماما ..
- منال : احمد امين جه طلب ايدك النهارده ..
- وفاء : مين احمد امين ده ...؟؟
- منال : الولد اللي اتخانق مع الشباب اللي عكسوكي من مده ..
- وفاء : آه آه .. افتكرت _ ده ولد محترم جدا ً وشكله كويس ..
- منال : يعني انتي موافقه ..
- وفاء : ماما .. بابا هو اللي يوافق ويقرر واللي انتم شايفينو صح انا موافقه بيه ..
- منال : ( تصيح بصوت عال ) .. يعني ايه اللي شايفينه .. لو مش عاجبك قولي لاء قدام الناس كلها .. ولو مش عجبك مش هجوزهولك .. حتي لو هموت فيها .. فاهمه ولا لاء ..
- وفاء : في ايه يا ماما .. مالك اتعصبتي ليه كده فجاءه ..
- منال : مش عايزاكي .. تعيشي حياه تعيسه زي امك .. انتي ما بقتيش صغيره دلوقتي انتي بنتي وصحبتي وكله اللي ليه ..
- وفاء : هو في ايه بالضبط يا ماما ..؟؟
- منال : مفيش يا بنتي .. بس لازم اللي يتجوزك .. تكوني مقتنعه بيه جدا ً ومحدش يجبرك عليه .. والصراحه احمد ولد راجل اوي .. وعرفت ان امه متوفيه وهو صغير وساعات بشوفه خارج من الجامع .. وشهم وجدع .. وعينه ما بتترفعش في اي بنت في الشارع ..

- وفاء : تعرفي يا ماما .. ان ايمان صحبتي كانت معجبه بيه اوي .. لدرجه انها حاولت تكلمه في مره .. وتفتح معاه مواضيع .. بس هو مش عبرها .. الصراحه زاد في نظري اوي من يومها .. وبحترمه جدا .. 


- منال : بس الاحترام مش سبب كافي انك توافقي تتجوزيه .. في حاجات تانيه كتير .. الاحترام جزء منها .. يعني من الاخر مقتنعه بيه ...

- وفاء : الصراحه .. آه
- منال : خلاص وانا هقف جنبك واساعدك .. لو ابوكي مارديش ..

( ويفتح الباب هنا جابر ويدخل )

- جابر : سلام عليكم ..
- وفاء : عليكم السلام
- منال : وعليكم ..
- وفاء : اجيبلك يا بابا تاكل ..
- جابر : عندك اكل ايه ...
- وفاء : مسقعه ..
- جابر : حرام عليكي يا بنتي هي ناقصه ساقعه .. ما الدنيا مسقعه لوحدها اهيه ..

فتضحك وفاء بصوت عالي ... بينما تحاول ان تضحك منال ولكنها تخفي ضحكتها ...

فتذهب وفاء وتحضر الاكل .. ثم تقوم منال وتحضر كوب من الماء تضعه لجابر بجوار الاكل وتجلس بجواره ..

- منال : سبيني مع ابوكي شوية يا وفاء لوحدنا ..
- وفاء : حاضر يا ماما ..
- منال : بقولك يا جابر .. في عريس عايز يتقدم لبنتك ..
- جابر : عريس .. مين ده ... !!
- منال : احمد امين ... اللي ساكن علي اول الشارع ..
- جابر : آه آه .. طيب ده ولد انا اعرفه كويس جداً جدا ً
- منال : يعني لو جه هتوافق عليه ..؟؟
- جابر : آه طبعا .. وهو فيه ايه يتعيب ..؟؟

( فتظهر علامات الرضا .. علي وجه منال .. )

- منال : تحب اعملك شاي ..؟؟
- جابر : وجايه علي نفسك ليه كده .. من امتي .. ما تخلي وفاء تعمل ..
- منال : تصدق انا غلطانه .. خلاص مش عامله حاجه ..
- جابر : لا لا لا بهزر معاكي .. روحي انتي اعمليه .. لحسن وفاء بتخليه مر اوي والحكايه مش متحمله مرار

- منال :( ضاحكه ) .. ابقي زوده سكر يا خويا ...
- جابر : لا بردو .. مش بيبقي نفس الطعم اللي انتي بتعمليه بيه ..

( فيشرب جابر الشاي .. ويغادر المنزل .. وتذهب وفاء لتشتري بعض الاغراض .. ومحمد يزور بعض اصدقائه .. وتجلس منال وحدها بالمنزل .. فيرن هاتفها .. فتذهب كي تري من يتصل بها .. وهي تعلم جيدا انه ذلك الشاب .. فمسكت الهاتف واغلقته .. )

في صباح اليوم التالي ..

تتقابل منال في الشارع مع سناء جارتها ..

- سناء : العريس مستعجل .. يجي يزوركم امتي ..؟؟
- منال : انا قولت لجابر وقالي يوم الجمعه اللي جايه كويس ..
- سناء : بعد بكره يعني .. !!
- منال : آه ان شاء الله ..

ويأتي يوم الجمعه .. ويطلب احمد يد وفاء من والدها .. ويوافق والدها وسرعان ما اتفق علي الجمعه المقبله .. لشراء الدبل .. وجاء كل شىء سريعا ً .. وتساهل الطرفان .. وكان اسبوع سعيدا ً علي منال .. لانها احسست بالسعاده تملىء اعين ابنتها .. السعاده التي طالما بحثت عنها منال .. !!

وفي خلال هذه المده .. حاول كثيرا ً الشاب ان يتصل بها .. ودائما ً .. كانت تغلق الهاتف .. ولكنه لم ييأس ..

وفي احدي الايام جاءت سناء الي منال ..

- سناء : انا بعتبرك زي اختي يا منال ..
- منال : اه طبعا ودي عايزة كلام ..
- سناء : انا عايزة ااقولك علي حاجه .. بس مكسوفه منك ومحرجه ع الاخر يا اختي ..
- منال : في ايه بس ..؟؟
- سناء : عايزه ااقولك خدي بالك من جوزك ياختي .. !!
- منال : جابر ..؟؟
- سناء : ايوة ياختي هو انتي متجوزة غيره .. !!
- منال : ماله .. جابر ؟؟
- سناء : اصل انت عارفه المنطقه وحشه وكلام الناس ..
- منال : في ايه ... اتكلمي .. !!
- سناء : عارفه الست اللي سكنه بعدكم بكام بيت اللي في الدور الرابع دي ..
- منال : مين دي ..؟؟
- سناء : واحده اسمها هاله .. جوزها مطلقه .. وجوزك شوفته كذا مره داخل العماره دي لحد ما ناس قالتلي انه بيطلع عندها .. فقلت اعرفك يا اختي انتي زي اختي ..

( هنا لم تستطيع منال ان تتحدث .. كل ما تفعله هو النظر لسناء .. وبدات الدموع تتساقط من عينيها .. )

- سناء : انتي مش بتردي ليه عليه بس .. يارتني ما كنت قولتلك ...
- منال : سبيني لوحدي يا سناء بس دلوقت ... شوية وهبقي كويسه ..

هنا تدخل وفاء بعدما قضت يوم مع خطيبها .. ولكنها هي الاخري لم تكن سعيده ..

- وفاء : ماما مالك ..؟؟
- منال : ابدا ً شوية صداع بس وهبقي كويسه .. المهم الخروجه كانت حلوه وانبسطي مع احمد ..؟

- وفاء : اه يا ماما .. تمام الحمد لله ..
- منال : شكلك بيقول غير كده خالص ..
- وفاء : انتي بس اللي قوليلي مالك ... !!
- منال : انتي ما بقتيش صغيره .. لازم تعرفي كل حاجه .. انا اتحملت ابوكي ده كله وانا مش بحبه .. وصبرت علشانك انتي ومحمد اخوكي بس .. بس ابوكي خاين ..

- وفاء : ماما انا عارفه كل حاجه .. !!
- منال : عرفتي ايه ومنين ..؟؟
- وفاء : الشارع كله عارف .. حتي احمد النهارده بدأ يلمح لي علي الموضوع ده .. !!
- منال : احمد ...؟؟ !!!
- وفاء : آه .. وقالي ليه عم جابر بيروح عند ست زي دي .. وانا كنت في نص هدومي منه يا ماما .. 


- منال : يااااارب .. خدني خلييني ارتاح من وشه ..
- وفاء : ليه يا ماما بتعملي كده بس حرام عليكي .. ( وتنهار وتبكي وتحضن امها .. )

فيدخل جابر ..

- جابر : مالكم .. ؟؟
- منال : احنا اللي ماالنا ... !!
- جابر : في ايه ..... !!!
- منال : في ان ديل الكلب عمره ما هيتعدل .. وان عمرك ما هتبقي بني ادم ..

( هنا فهم جابر .. ولكنه حاول ينكر في البدايه .. وبدا شجار عنيف بينهم .. وذهب وترك البيت )

وعندما جاء الليل .. دخلت غرفتها .. وامسكت هاتفها .. وضعته بجوارها .. لعلا ان يتصل بها ذلك الشاب .. !!

وفعلا يتصل الشاب .. ومع اول رنه ترفع منال ..

- منال : الو ..
- الشاب : اخيييييييييييرا رديتي عليه بقالك اسبوعين بتصل كل يوم .. بس كان عندي احساس انك هتردي في يوم عليه .. وحشتيني ..
- منال : انت اسمك ايه .. ؟؟
- الشاب : هيفرق معاكي .. اسمي .. ما يمكن ااقول اي اسم .. علي العموم اسمي عمر
- منال : انت بتتصل ليه يا عمر ..؟؟
- عمر : بحبك .. او بمعني ادق بحب اتكلم معاكي ..
- منال : واشمعني انا بقي ولا بتقول الكلام ده لكل وحده ..؟؟
- عمر : لو كان كده .. مكنتش فضلت اتصل بيكي لاسبوعين وانتي مش بتردي وافضل اتصل تاني .. !! كان اكيد التانيين هيشغلوني بقي .. !! صح ..؟؟
- منال : واشمعني انا بقي ..؟؟
- عمر : معرفش .. برتاح معاكي .. وانتي مش بترتاحي معايا ..؟؟
- منال : لا مش برتاح معاك ..
- عمر : بس انا واثق ان هيجي اليوم وترتاحي معايا وهقابلك كمان وهبقي اغلي حد في حياتك ..
- منال : حيلك حيلك ... ايه ده كله .. !!
- عمر : بكره هتتأكدي من كلامي ده .. !! المهم تبقي تردي عليه لما اتصل بيكي بس .. !!
- منال : هحاول .. !!
- عمر : انا هقفل دلوقت .. علشان ماما عايزاني اجيب لها شوية حاجات .. سلام يا حبيبتي ..
- منال : لو عايزني ارد .. بلاش حبيبتي دي ..
- عمر : خلاص انا اسف يا مدام .. اسمك ايه ..؟؟
- منال : اسمي عفاف .. !!
- عمر : ماشي مع اني مش مصدق ان الصوت ده اسم صاحبته عفاف .. !!
- منال : امال اسمي ايه من صوتي .. !!
- عمر : حنان .. !!
- منال : مااااشي يا غلباوي ... !!
- عمر : سلام بقي ..
- منال : سلام ..

وتحدث منال نفسها .. اخيرا ً حد قالي كلام حلو .. تلاقيه لو شافني في الحقيقه هيندم ( منك لله يا جابر جننتني ) .. خلتني بقيت بكلم غيرك .. وانا متضايقه من كده وعارفه ان اللي بعمله ده غلط .. وتظل تفكر في عمر .. حتي تذهب في النوم ...

*****************

الحلقه الرابعه :ـ